الحُضور اللّوني في الدلالات اللّونية الحديثة للمنسوجات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذة بالمعهد العالي للفنون والحرف بقفصة، تونس

المستخلص

يعتبر الحضور اللّوني في الممارسة النسيجية عنصرًا حيويًا يؤثر بشكل كبير على الجمالية والتّعبير الفنّي في المنسوجات. منذ العصور القديمة، استخدم الحرفيون الألوان لاستخدامها كوسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والتقاليد، حيث كانت الألوان تحمل معانٍ رمزية ودلالات ثقافية عميقة. تتنوع مصادر الأصباغ المستخدمة في تلوين الأقمشة، بدءً من الأصباغ الطبيعية المستخرجة من النباتات والمعادن، وصولاً إلى الأصباغ الصناعية الحديثة التي توفر نطاقًا أوسع من الألوان. في السياق المعاصر، يتطلب استخدام الألوان في الممارسة النسيجية مزيجًا من المعرفة التقليدية والابتكارات الحديثة. يلعب المصممون دورًا هامًا في دمج الألوان بطريقة تعزز من جمالية العمل النسيجي، مما يدعو إلى فهم العلاقات المعقدة بين الحرفيين والمصممين. يعتمد اختيار الألوان على مجموعة من العوامل، منها السياق الثقافي، والخامات المستخدمة، والتوجهات السوقية الحالية. تتفاعل الألوان في المنسوجات مع الأبعاد البصرية والفنية، حيث تساهم في تحديد انطباعات الجمهور وتؤثر في مزاجهم. على سبيل المثال، تُستخدم الألوان الدافئة لجذب الانتباه وإضفاء شعور بالراحة، بينما تُستخدم الألوان الباردة لخلق إحساس بالهدوء والاسترخاء. كما أن استخدام الألوان يمكن أن يعكس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، حيث تؤثر الاتجاهات الثقافية على اختيارات الألوان وتطبيقاتها في التصاميم الحديثة. إلى جانب الجمالية، تلعب الاستدامة أيضًا دورًا متزايد الأهمية في استخدام الألوان في الممارسة النسيجية. مع تزايد الوعي البيئي، يسعى العديد من الحرفيين والمصممين إلى استخدام تقنيات تلوين صديقة للبيئة، مما يتطلب التفكير في كيفية استخراج الأصباغ وتطبيقها بطريقة مستدامة. في النهاية، يتضح أن الحضور اللوني في الممارسة النسيجية هو موضوع متعدد الأبعاد يعكس تفاعلًا غنيًا بين الثقافة، والفن، والتكنولوجيا.

الكلمات الرئيسية