زينه الجسد وتأثيرها على الهويه الثقافيه لدى بعض الجماعات الافريقيه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دكتوراه عمارة داخلية – فنون جميلة – جامعة الإسكندرية

المستخلص

تُعد زينة الجسد والوشم من أبرز الممارسات الثقافية المتجذرة في المجتمعات الأفريقية، حيث لا تقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعادًا رمزية واجتماعية ودينية ووجودية. فالوشم في أفريقيا يُستخدم كوسيلة تعبيرية ترتبط بالمعتقدات الشعبية، وتُؤدى طقوسه في سياقات احتفالية أو انتقالية، مثل البلوغ، الزواج، أو الدخول في جماعة معينة. وتعكس هذه الممارسات علاقة الإنسان بجسده من منظور ثقافي رمزي، بحيث يتحول الجسد إلى لوحة تحمل معاني ودلالات خاصة بالمجتمع الذي ينتمي إليه الفرد.



وفي عدد من المجتمعات مثل المورسي والهيمبا والماساي، يرتبط الوشم وزينة الجسد بأدوار اجتماعية محددة، وغالبًا ما يكون وسيلة لتحديد الانتماء القبلي أو الطبقي، وأحيانًا يُستخدم لأغراض وقائية أو علاجية أو روحانية. كما تساهم هذه الممارسات في الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل ضغوط العولمة والتحديث، حيث تعتبر بمثابة سجل جسدي للذاكرة الجمعية والتاريخ الشفهي للمجتمعات. ( )

ومن خلال هذه الدراسة، سيتم تحليل زينة الجسد والوشم في أفريقيا باعتبارها شكلاً من أشكال التراث غير المادي، مع تتبع التغيرات التي طرأت عليها، سواء من حيث الوظيفة أو الشكل، منذ عصور ما قبل الاستعمار وحتى الوقت الراهن. وتُسلط الدراسة الضوء على كيفية تمثل هذه الممارسات للهوية والثقافة والانتماء، مع الاعتماد على النظرية الرمزية في الأنثروبولوجيا، التي تفترض أن الرموز الثقافية (مثل الوشم) ليست عشوائية بل تُعبّر عن منظومة من القيم والعلاقات الاجتماعية

الكلمات الرئيسية