الفسيفساء .. فن المٌنمنمات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الآثار اليونانية والرومانية - نائب رئيس جامعة برج العرب التكنولوجية

المستخلص

الفسيفساء ... كلمة ارتبطت في الأذهان بكل ماهو صغير دقيق متراصٍ بجوار بعضه البعض.
تعد الفنون مفتاح التعرف علي الحضارات القديمة وتعتبر الفسيفساء من أبرز أنواع الفنون التي استخدمت في الزخرفة. ويُعلمنا فن كل حضارة الكثير عن حقبتها التاريخية وما وصلت إليه من تطور وازدهار.  ولا تزال الفنون في الزمن المعاصر محوراً أساسيا عن ثقافة الحياة ومرآة الشعوب.
كان ينظر إلي الفسيفساء حتي أوائل القرن الماضي، علي أنها أحجارٍ صغيرة أو بقايا حصي يجده الإنسان في الطبيعة، فيرصه بجوار بعضه البعض لملئ الفراغات أو لتزيين الأسطح أو ربما لرصف الأرضيات. وكان يُنظر إليها علي أنها منمنمات تتيح لمن يستخدمها أن يصنع بها لوحات فسيفسائية من مكعبات أو حصي صغيرة. وكان يتم استخدامها في تبليط الأرضيات وتزيين الحوائط عن طريق تثبيتها بالمونة فوق أسطح خشنة أو ناعمة. وقد يستخدم فيها مواد مثل الحصي أوالحجارة. وأحياناً يستعمل بها الزجاج والمعادن والفخار وبقايا قطع الرخام ...
وعُرفت الفسيفساء منذ العصور القديمة وتنوعت طرق تنفيذها، والأغراض التي صنعت من أجلها. وتنوعت أساليب وموضوعات الفسيفساء ما بين هندسية ونباتية وبشرية وأسطورية وغيرها. وكانت تعبر عن حضارة وحياة وتقاليد كل شعب من خلال ما تعكسه من موضوعات وأفكار ومناظر.
ولعبت الألوان المستخدمة في لوحات الفسيفساء دوراً بارزاً في إضفاء الجمال والقيمة علي العمل. فمع تطور هذا الفن، أصبح الفنان يميل في العصر الحديث الي استخدام الألوان النارية من خامة الأزمالتي كاللون الأحمر والبرتقالي والأصفر ..
وأكثر الحضارات القديمة التي استخدمت الفسيفساء كانت حضارة الإغريق اللذين زينوا أرضيات المباني العامة والخاصة بلوحات الفسيفساء. وتأثر الرومان بذلك واتبعوا نفس النهج الفني للإغريق ولكن علي نطاقٍ أوسع سواء في الطرق التنفيذية أو في الموضوعات مع إضفاء بعض التجديدات.

الكلمات الرئيسية